vendredi 4 mars 2011

اعتصام القصبة..ام مسرح الدمى المتحركة




"ان عدتم عدنا"..
هذه هي الجرعة الاخيرة التي تناولتها الدمى المتحركة قبل ان تحزم امتعتها و تغني اناشيد الوداع و تردد شعارات الثورة و تودع رفاق الاعتصام بالاحضان و الدموع و ترفع الاعلام و كانهم حققوا فعلا غاياتهم من الاعتصام..
على عكس المحركين الحقيقيين لهذا المسرح و اقصد المجلس المبارك لحماية الثورة و الذين حققوا ما كانوا يحلمون به و الفضل يعود طبعا للالاف المؤلفة من شباب عاطفي تحركه الشعارات و يعشق من ينفخ في صورته فيكفي ان تقول لهم انتم شاب رائع لم نكن نعتقد انكم بمثل هذا الوعي السياسي ..يا ابطال الثورة هم يسرقون ثورتكم..فلا عاش في تونس من خانها و لا عاش من ليس من جندها..
الى غيرها من الشعارات او التاويلات المغرضة لبعض الحقائق "الخفية"(مثل خدعة الساعة التي ظهرت في فيديو تعيس على انها دليل سرقة الاموال و المجوهرات التي تم رصدها في قصر سيدي بوسعيد) ثم التشكيك في كل شئ طالما ان الغنوشي باق على راس الحكومة باعتبار ان هذا الرجل كان تجمعيا و عمل مع بن علي حتى و ان لم يتمكنوا من الظفر بدليل واحد على فساده..
هل كان المطلب الحقيقي للحكومة هو ازالة رموز الفساد من المؤسسات الحكومية للبلاد ام ان الامر يقتصر على رحيل الغنوشي ام ان المطالب كانت اكبر من ذلك بكثير؟
اظن ان الاعتصام رفع مطلب النظام البرلماني و النظام في تونس ليس برلمانيا بعد بل مازال رئاسيا و مازال فؤاد المبزع رئيسا للجمهورية واذا كان الامر يقتصر على احبار الغنوشي على الاستقالة بعد تعطيل الدواليب الحساسة للبلاد لماذا لم يتم تعليق الاعتصام اثر استقالة هذا الاخير مباشرة؟
الغاء الدستور و التعهد ببعث مجلس تاسيسي في موفى شهر جويلية ليس بالامر الجديد بل كان من السيناريوات المطروحة من قبل اللجنة العليا للاصلاح السياسي..
بل ان من سيناريوات هذه اللجنة اقرار دستور جديد للبلاد يتم عرضه في استفتاء للشعب و هذا برايي افضل بكثير من انتخاب مجلس تاسيسي مكلف بتاسيس دستور جديد؟
اذا لماذا تم تعليق اعتصام القصبة؟
لم يبق سوى الخيار الذي تكره الدمى المتحركة سماعه و هو تمكن مجلس حماية الثورة من الوصول لغاياته الحقيقية بعد ان تم توجيه ضربة العمر لاحمد نجيب الشابي و احمد ابراهيم و دخول الاطراف السياسية لهذا المجلس في ضبط و اعداد الخارطة السياسية للمرحلة القادمة و المشاركة فيها..
و لمن لا يعجبه هذا الراي من الدمى المتحركة ليجبني على هذا السؤال..
تقولون و ان عدتم عدنا..طيب..و هل رحل جراد يا سادة؟
ام ان جراد لا يمثل يد بن علي التجمعية و يد العصابة الطرابلسية في الاتحاد و هو الذي يرفض الاستقالة على عكس الغنوشي الذي قدم مصلحة البلاد على اي حسابات اخرى..
ام ان تاريخه انظف و اطهر من تاريخ محمد الغنوشي..
ام انكم تخجلون من قول الحقيقة و هو انه تم التلاعب بكم و تطويعكم و استعمالكم لمصالح مجلس حماية الثورة؟
ام انكم جزء من هذا المجلس تتبنون قراراته حتى و ان ناقضت العقل و المنطق و المصلحة العليا للبلاد و خاصة روح الثورة و مبادئها؟
ابحث عن اجابات لهذه الاسئلة داخل دائرة الاحتمالات هذه او حتى من خارجها..
و ان افلحت في الحصول على احتمال اخر وحيد
فلتتحفنا به يا من كنت بالامس معتصما في القصبة ..
و يا من كنت تقول ديقاج يا خماج..
و يامن كنت تقول نموت نموت و يحيا الوطن..
و يا من كنت تقول نموت و نحيا على عهدها..
و هل للدمى المتحركة عهود او حياة او موت او و طن غير المسرح؟
انا لا اريد ان يعود الاعتصام مرة اخرى لان الوضع في تونس اصبحا حرجا للغاية ان لن نتدارك فورا و نبدا عملية البناء..انا مع انتهاء الاعتصام و عودة الحياة الطبيعية للبلاد..
و مع ان ننتهي من كل هذا و ان نحاول جميعنا تاسيس مسار ديمقراطي لتونس قبل ان يفعلها
المجلس التاسيسي او غيره..
لكن فقط اردت ان اهمس للمعتصمين و من ناصر مطالبهم بانهم ناقضوا انفسهم و كادوا ان يسرقوا من تونس ثورتها لولا تضحيات البعض و حرفية البعض الاخر في التعامل مع المعطيات الجديدة و انا لا اشكك في وطنيتهم لان بعد الثورة كل منا اصبح يربط وطنيته بشخص ما او رمز ما او حزب معين..
و الثورة لم تتعلق يوما باي اعتصام او اي طرف كان او مجلس او تحالف و مازالت مستمرة طالما ان جراد و زبانيته مازالوا جاثمين على النقابة العريقة..
و لا اتمنى ان نلبس الثورة ثوب الاعتصام فهناك اشكال عدة يمكننا من خلالها مواصلة الثورة دون المساس بالقطاعات الحيوية للبلاد او تعطيل عجلتها الاقتصادية و تعريض انفسنا لمخاطر الانقسام و التصادم و التشرذم..


الاغلبية الصامتة لم تكن كذلك لانها لا تقوى على الكلام..بل لانها تستحب الثرثرة و تمضي وقتها في العمل و التفكير..


mardi 1 mars 2011

الثورة..الي اين تقودنا و الى اين نمضي بها؟





ايام الثورة لم يحركنا احد..لم يؤطرنا احد..لم نكن نهتم لمن يقف معنا..و لمن يريد عرقلة خطنا الثوري..لم نكن نصدق كل الاشاعات و الكم الهائل من المغالطات المضللة المراد بها اجهاض اول مشروع ثورة في العالم العربي..كنا نتحرى المعلومة بدقة قبل نشرها..اخطانا في بعض المواقف لكن حب تونس كان يعيدنا للمسار الثوري لنتدارك و نصحح و نقوم..

كنا نريد ان ننهي قصة دكتاتور ظالم و فعلناها.. و لم يمتلك اي طرف سياسي الجراة للقول بانه وقود الثورة..الا وجه متعفن مبارك و لم يستمع اليه احد..
اليوم نحن منقسمون بل نكاد نتصادم و تركنا الكلمة للاطراف السياسية لتتلاعب و بنا و كل يريد اقحامنا في لعبته السياسية..
من هم؟
مالذي يريدون؟
ماهي مصالحهم؟
هل يمثلون ارادتنا؟
هل لهم الحق للتحدث باسم الثورة؟
هل فوضنا لهم صلاحيات ادارة شؤوننا؟
حكومة الغنوشي السابقة رغم انها حاولت المصالحة مع الشعب و المضي قدما لضمان تحقيق الانتقال الديمقراطي تراوحت قراراتها بالارتجالية و الارتباك و الضبابية باعتراف وزير التنمية الجهوية المستقيل احمد نجيب الشابي و لم تفلح هذه الحكومة في تمثيل ارادة الشعب و تبني مطالبه و مبادئه التي من خلالها صنع ثورته "المؤقتة"..
و مجلس وطني لحماية الثورة سمح لنفسه بسرقة انجاز الشعب و اصبح الناطق الرسمي للشعب رغما عن انفه .
و بادر هذا المجلس فور تاسيسه بمناقضة تسميته فلا قدم المصلحة العليا للوطن من خلال استماتته في تعطيل الحركة الاقتصادية رغم الوضع الانتقالي الدقيق الذي تشهده تونس..
و لا وضع يده في يد الثورة لان من يسمح لنفسه بوضعي يده في يد احد "عصابة السراق " عبد السلام جراد من اجل الاطاحة بالحكومة المؤقتة لا يمكن له باي حال من الاحوال تمثيل تطلعات الشعب و ندائه من اجل تطهير البلاد من الشبكة الدكتاتورية المنظمة التي اسسها بن علي على مدار 23 سنة و كان اخر وجه لزعيم الشبكة في الاتحاد العام التونسي للشغل عبد السلام جراد الذي مازلنا نذكر كيف حاول بكل الطرق اجهاض الثورة و تحوير مسارها قبيل الثورة بل ان اليوم القبل الاخير من حياة بن علي كرئيس كان عبد السلام جراد من اهم الاوراق الاخيرة التي راهن عليها من اجل اخماد الهيجان الشعبي و امتصاص الغضب الثوري..
نعم الاختلاف سمة الديمقراطية لكننا قدمنا لم تطا بعد ارض الديمقراطية و لا اعني بهذا انه لا يحق لنا الاختلاف بل على العكس ادعو له اذا كان ذلك يتعلق بالرؤى و المقاربات الانية او المستقبلية و التي لا تتناقض مع روح الثورة و مبادئها اما الانقسام و التصادم و هما السمتان المميزتان اليوم للشارع التونسي لن يؤدي بنا الا الى عودة الدكتاتورية و القمع من جديد و بوجه جديد..

فالمعتصمون في القصبة تحولوا الى اداة ضغط عرف مجلس جماية الثورة كيفية تاطيرها لخدمة اغراضهم و اطماعهم السياسية المتناقضة كليا مع مبادئ الثورة فلا يمكن لحركة النهضة ان تتسلم رخصتها لتتحول بمقتضاها الى حزب سياسي معترف به ( و هذا ما حدث اليوم فعلا) و لا يمكن لاقصى اليسار و حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (خاصة بعد الرفض الجماهيري للمرزوقي في القصبة) ان يراهنوا على النظام الرئاسي لضعف قاعدتهم الجماهيرية و كان النظام البرلماني بالنسبة لهم الحل الانسب و الانجع لهم لذلك سارعوا برفع هذا الشعار مستغلين التجربة الدكتاتورية التي خلفها النظام الرئاسوي النوفمبري من تخوف وحذر و ربما ايضا الخلط بين النظام الرئاسي و الرئاسوي ليطاللبوا باسقاط النظام تحت شعار "الشعب يريد" و المطالبة بتاسيس نظام برلماني..

نجاح الاعتصام الاول في اعادة تشكيل الحكومة كان محفزا لهذا المجلس لاعادة الكرة من جديد مع تعهد جراد و الاتحاد بالتصعيد و فرض اضراب عام اذا ما اقتضت الضرورة حتى تنصاع الحكومة لمطالب المجلس و ليعاد توزيع الاوراق من جديد..
استقال الغنوشي و يبدو ان الباجي السبسي انصاع لكافة مطالب هذا المجلس و بالتالي انتصر هذا التحالف سياسيا على الحكومة المنحلة اما نحن و اقصد الشعب الذي قاد الثورة مازال يتم التلاعب به و مطالبه الحقيقية لم يتحقق منها اي مطلب كان رغم ان ذر الرماد قد اتى اكله في عيون الاقلية المثرثرة او الاكثرية ا
لصامتة..

الشعب يخاف ان تسرق ثورته من الاكيد ان الاغلبية الساحقة ان كانت صامتة او متحركة تشاطرني الراي و الا لما قامت الثورة من الاساس..
لكن اذا كنا نريد ان نحمي ثورتنا فعلا.. الا يجب علينا اولا ان نعرف من هم اعداء الثورة؟
هل هو بن علي زوجته و اصهاره و التجمع فقط؟
ام ايضا الذين يريدون الركوب على الثورة و استغلالها للوصول الى ماربهم الحقيقية؟
الاكيد ان هناك من عرف كيف يركب الثورة و هناك من اراد اعتلائها فقصمت له الثورة ظهره و تاريخه السياسي الحافل بالنضال..
كيف لنا ان نعرفهم؟؟
هم اولئك الذين ناقضوا مبادئ الثورة رغم انهم يطلبون ودها..هم اولئك المتحالفون مع رموز التجمع و خاصة منها التي مارست الفساد..
فمجلس الثورة تحالف مع جراد و لن انصت له مهما كانت تبريراته او مغالطاته او حساباته..
و لا فائدة من الحديث عن الحكومة المنحلة لانها بكل بساطة اصبحت جزءا من الماضي..

لكن سقوط الحكومة و استقالة الغنوشي اسقطت معهما الاقنعة المزدانة بشعارات الثورة ليظهر الوجه الحقيقي لمن يسمون انفسهم مجلس حماية الثورة و جبهة 14 جانفي..
اما نحن و اقصد الشعب..شعب القصبة و شعب القبة و شعب تونس لن يمثل انقسامنا و تصادمنا الا فرصة حقيقة لهؤلاء المغرضين حتى يجعلون من انقسامكم بعد ان قاموا بتقسيمكم الى اداة ضغط سيحارب بها كل طرف الطرف الاخر من اجل مصلحة كل طرف..
فهل نتركهم يتلاعبون بنا؟
هل ندركهم يتحدثون باسمنا و لم يقم احد بانتخابهم او تفويضهم؟
هل يجب فعلا ان تشرك الحكومة الانتقالية كل الاطراف فعلا؟حتى و ان تناقض هذا الطرف و مبادئه مع مبادئ الثورة..
قد ياتي احدهم ليقول ان الثورة قامت ضد الاقصاء..اذا لماذ نسعى لاقصاء التجمع و حله اليس لانه كان عدو الثورة؟
نعم لاقصاء كل اعداء الثورة و كل من يريد لتونس ان تتخذ مسار سياسيا غير الديمقراطية طالما اننا لم نخض بعد غمار الديمقراطية الحقيقية فلا ضير من ممارسة نوع من الاقصاء لكل من يريد اجهاض ثورتنا و حلمنا ثم مرحبا به اذا ما نجحنا في ايصال الثورة و مبادئها الى بر الامان..
الى ذلك الحين يجب ان ننهي انقسامنا فورا و بالتالي نعيد قوة صوت شعب متحد من اجل وطنه و من اجل حريته و كرامته و اعلاء كلمته فوق الجميع..بلا استثناء


samedi 27 novembre 2010

الشر الذكي

حين يتجرد الانسان من هويته و ثقافته و انتمائه و خلفياته و ينظر بكل بساطة و موضوعية ألى آثار الانسان على ذاته و محيطه لن يفاجئه كثيرا مدى كارثية الوضع الانساني و همجية هذا الكائن العاقل و تفانيه في تدمير كوكب باكمله تدريجبا طوال عصور متتالية بنفس العزيمة و الاصرار مستغلا اكثر سلاح فتاك عرفه هذا الكوكب و هو الانسانية..

فقد تمكن الانسان بفضل ذكائه من تطويع كل قدراته و امكانياته منذ ميلاد الشر الذكي او ما يعرف بالوعي البشري من اجل خدمة انانيته حتى و ان كان اول ضحاياه الانسان نفسه..


و منذ تمكن الكروماغنون من القضاء على النيندرتال (و ان كانت نظرية الانصهار الاثني تقدم تفسيرا لاكتشاف طفل النيندرتال في البرتغال) الا ان نظرية الابادة الجماعية لهذا الكائن تقدم تفسيرات اكثر منطقية لسر اختفاء النيندرتال ليواصل الانسان الى يومنا هذا رحلة الشر المجيدة مرتكبا في حق بني جنسه جرائم و مجازر راح ضحيتهما ملايين و ملايين البشر مازلنا نشهدها الى يومنا هذا

رغم التطور الملحوظ للوعي الانساني مقارنة بالعصور الغابرة..

و اذا كان الضمير الانساني غافلا عن جرائم الانسان ضد بني جنسه فكيف يمكن لفت انتباهه لجرائمه ضد بقية الكائنات و كوكب الارض بما حمل؟


الا يبدو ذلك مثل محاولة اقناع ام اهملت ابناءها بتبني طفل يتيم؟

الغريب في الامر ان الانسان يعي كل هذا بل احيانا قد يذرف الدمع مدرارا اذا كان الانسان الضحية من بني عرقه او دينه او وطنه و قد يتحول نفس هذا الانسان الى الانسان الجلاد يستاصل شافة انسان ضحية اخر قد كان بالامس انسانا جلادا ..و هكذا دواليك ليتكفل الزمن و العلم مسؤولية تقسيم الادوار على خشبة المسرح الانساني التراجيدي


و لان الانسان هو الذي يضع القانون ليخرقه و يؤسس المنظمات الحقوقية ليخرسها و ينشئ اعلانا عالميا لحقوق الانسان لينتهكه و لان نزعة الشر اكثر نجاعة من نزعة الخير لديه و لان الشر الذكي دأب على استغلال سخاء الطبيعة عليه ليدمرها و لانه اعتاد ان يحمل في يده غصن سلام ليشهر بيده الاخرى البندقية و لان قانون الغاب يفرض تحالف الاقوياء على الاقل قوة ثم على الاضعف و لان الذاكرة الانسانية تحفر بامتياز حماقات اجدادها في دفتر حاضر الانسان و ثقافته... لكل هذه الاسباب و اكثر يلوح المستقبل الانساني اكثر فظاعة و اكثر ارهابا خاصة و ان الشر الذكي في منافسة محتدمة مع ذاته من اجل التقدم على الخير البسيط المنعزل عن ذاته..


و لان التفاصيل و الفواصل و التحليل و التعمق تصبح احيانا منافذا للتملص من الفكرة الاساسية و تشتيتها و تناسيها كما يحترف البعض ذلك.. اثرت ان اتطرق الى الموضوع ببساطة و اكتفي بوصف بسيط لوضع الانسان..

فهل تعلم ايها الكائن العاقل ان مليارا و نصف المليار من سكان العالم يسكنون مساكن بدائية لا تختلف كثيرا عن المساكن التي كان يقطنها الانسان منذ حوالي ستة الاف سنة؟

و هل تعلم ايها الكائن الحكيم ان محاصيل الزراعة الامريكية التي يذهب جزء كبير منها لعلف الماشية و الوقود الحيوي كفيلة باطعام مليارين من سكان العالم؟

و هل تعلم عزيزي الانسان ان 70 بالمائة من سكان نيجيريا اكبر مصدر للنفط في افريقيا يعيشون تحت خط الفقر؟

و هل تعلم ايها الكائن الذكي ان نصف فقراء العالم يعيشون في بلدان غنية بالموارد؟

و هل تعلم ايضا ان الاغنياء الذين يحتكرون نصف ثروة العالم لا يتجاوز عددهم 2 بالمائة فقط من مجموع عدد سكان العالم؟

و هل تعلم ايها الكائن المسيطر على ثروات الطبيعة ان سدس البشر يعيشون في بيئة غير صحية و يعانون من الاكتظاظ السكاني و محرومون من الضرورات اليومية؟

و هل تعلم ايضا ان الاحصائيات و النسب ليست ضرورية لنعرف فداحة الوضع الانساني اليوم؟

هل يخفى على احد ان افريقيا مهد الانسانية تحولت اليوم الى منبع للفقر و الجهل و التخلف و الاوبئة؟

هل كان داروين محقا في رؤيته الاجتماعية للانسان؟ هل نختلف كثيرا عن الكائنات الاقل ذكاء منا ام نخضع معها لقانون البقاء للاصلح و الاقوى؟

لماذا مايزال الانسان اليوم يدين هتلر و يعتبره من الارهابيين في حين ان ما داب عليه الانسان منذ قرون طويلة هو الارهاب المنظم تجاه بني جنسه تحت مسميات و اسباب و دوافع عديدة لا تختلف كثيرا عن دوافع هتلر...

هل الانسان هتلر ام غاندي؟

قد نختلف جميعا حول هذا السؤال و لكن لا اعتقد اننا سنختلف كثيرا اذا كان السؤال هل الحضارات الانسانية حضارات هتلر ام غاندي؟

لماذا كثيرا ما يرتبط ميلاد حضارة بمصرع حضارة اخرى؟

لماذا تولد حضارة الانسان قيصريا من حضارة اخرى؟

الم تساهم الانسانية قاطبة في تقدم العلوم و المعارف من جيل لاخر و من حضارة لاخرى لالاف السنين؟

باي حق يمنح الانسان نفسه في زمن و مكان معين حصاد ثمرة داب على غرسها و الاعتناء بها الانسان في ازمنة و امكنة مختلفة؟

لماذا يقسمون هذا العالم و يقيمون الحدود بين الانسان و الانسان؟

لماذا يعزل الانسان في محيطه و يسمح لانسان اخر بالتجول بحرية في كافة ارجاء المعمورة؟

ماهي المعايير الانسانية المتبعة في ذلك؟

لماذا نحن و هم و اولئك و الحال اننا جميعا ننتمي إلى نفس الجنس؟

لماذا نتغذى في اولى لبنات نشاتنا على كره الاخر دون ان نعلم او نعي الاسباب حتى؟

لماذا نبرمج على انتماءات ضيقة و ننسى الانتماء الاشمل ليصبح ذلك مع مرور الزمن من المسلمات و البديهيات؟

من هو الافريقي؟

ومن هو الاروبي؟

و من هو الاسيوي؟

و من هو المسلم؟

و من هو اليهودي؟

و من هو الفليبيني؟

من هو الكيني؟

قد ترتبط صورة ما في ذهنك مع كل اجابة.. و لكن ماذا لو سالتك من هو الانسان؟

ماهي الصورة التي ستلجأ الى ذهنك بداهة؟

سيستحق الامر عناء التفكير و لو لحظات..

اليس كذلك؟

ايها الانسان