mardi 1 mars 2011

الثورة..الي اين تقودنا و الى اين نمضي بها؟





ايام الثورة لم يحركنا احد..لم يؤطرنا احد..لم نكن نهتم لمن يقف معنا..و لمن يريد عرقلة خطنا الثوري..لم نكن نصدق كل الاشاعات و الكم الهائل من المغالطات المضللة المراد بها اجهاض اول مشروع ثورة في العالم العربي..كنا نتحرى المعلومة بدقة قبل نشرها..اخطانا في بعض المواقف لكن حب تونس كان يعيدنا للمسار الثوري لنتدارك و نصحح و نقوم..

كنا نريد ان ننهي قصة دكتاتور ظالم و فعلناها.. و لم يمتلك اي طرف سياسي الجراة للقول بانه وقود الثورة..الا وجه متعفن مبارك و لم يستمع اليه احد..
اليوم نحن منقسمون بل نكاد نتصادم و تركنا الكلمة للاطراف السياسية لتتلاعب و بنا و كل يريد اقحامنا في لعبته السياسية..
من هم؟
مالذي يريدون؟
ماهي مصالحهم؟
هل يمثلون ارادتنا؟
هل لهم الحق للتحدث باسم الثورة؟
هل فوضنا لهم صلاحيات ادارة شؤوننا؟
حكومة الغنوشي السابقة رغم انها حاولت المصالحة مع الشعب و المضي قدما لضمان تحقيق الانتقال الديمقراطي تراوحت قراراتها بالارتجالية و الارتباك و الضبابية باعتراف وزير التنمية الجهوية المستقيل احمد نجيب الشابي و لم تفلح هذه الحكومة في تمثيل ارادة الشعب و تبني مطالبه و مبادئه التي من خلالها صنع ثورته "المؤقتة"..
و مجلس وطني لحماية الثورة سمح لنفسه بسرقة انجاز الشعب و اصبح الناطق الرسمي للشعب رغما عن انفه .
و بادر هذا المجلس فور تاسيسه بمناقضة تسميته فلا قدم المصلحة العليا للوطن من خلال استماتته في تعطيل الحركة الاقتصادية رغم الوضع الانتقالي الدقيق الذي تشهده تونس..
و لا وضع يده في يد الثورة لان من يسمح لنفسه بوضعي يده في يد احد "عصابة السراق " عبد السلام جراد من اجل الاطاحة بالحكومة المؤقتة لا يمكن له باي حال من الاحوال تمثيل تطلعات الشعب و ندائه من اجل تطهير البلاد من الشبكة الدكتاتورية المنظمة التي اسسها بن علي على مدار 23 سنة و كان اخر وجه لزعيم الشبكة في الاتحاد العام التونسي للشغل عبد السلام جراد الذي مازلنا نذكر كيف حاول بكل الطرق اجهاض الثورة و تحوير مسارها قبيل الثورة بل ان اليوم القبل الاخير من حياة بن علي كرئيس كان عبد السلام جراد من اهم الاوراق الاخيرة التي راهن عليها من اجل اخماد الهيجان الشعبي و امتصاص الغضب الثوري..
نعم الاختلاف سمة الديمقراطية لكننا قدمنا لم تطا بعد ارض الديمقراطية و لا اعني بهذا انه لا يحق لنا الاختلاف بل على العكس ادعو له اذا كان ذلك يتعلق بالرؤى و المقاربات الانية او المستقبلية و التي لا تتناقض مع روح الثورة و مبادئها اما الانقسام و التصادم و هما السمتان المميزتان اليوم للشارع التونسي لن يؤدي بنا الا الى عودة الدكتاتورية و القمع من جديد و بوجه جديد..

فالمعتصمون في القصبة تحولوا الى اداة ضغط عرف مجلس جماية الثورة كيفية تاطيرها لخدمة اغراضهم و اطماعهم السياسية المتناقضة كليا مع مبادئ الثورة فلا يمكن لحركة النهضة ان تتسلم رخصتها لتتحول بمقتضاها الى حزب سياسي معترف به ( و هذا ما حدث اليوم فعلا) و لا يمكن لاقصى اليسار و حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (خاصة بعد الرفض الجماهيري للمرزوقي في القصبة) ان يراهنوا على النظام الرئاسي لضعف قاعدتهم الجماهيرية و كان النظام البرلماني بالنسبة لهم الحل الانسب و الانجع لهم لذلك سارعوا برفع هذا الشعار مستغلين التجربة الدكتاتورية التي خلفها النظام الرئاسوي النوفمبري من تخوف وحذر و ربما ايضا الخلط بين النظام الرئاسي و الرئاسوي ليطاللبوا باسقاط النظام تحت شعار "الشعب يريد" و المطالبة بتاسيس نظام برلماني..

نجاح الاعتصام الاول في اعادة تشكيل الحكومة كان محفزا لهذا المجلس لاعادة الكرة من جديد مع تعهد جراد و الاتحاد بالتصعيد و فرض اضراب عام اذا ما اقتضت الضرورة حتى تنصاع الحكومة لمطالب المجلس و ليعاد توزيع الاوراق من جديد..
استقال الغنوشي و يبدو ان الباجي السبسي انصاع لكافة مطالب هذا المجلس و بالتالي انتصر هذا التحالف سياسيا على الحكومة المنحلة اما نحن و اقصد الشعب الذي قاد الثورة مازال يتم التلاعب به و مطالبه الحقيقية لم يتحقق منها اي مطلب كان رغم ان ذر الرماد قد اتى اكله في عيون الاقلية المثرثرة او الاكثرية ا
لصامتة..

الشعب يخاف ان تسرق ثورته من الاكيد ان الاغلبية الساحقة ان كانت صامتة او متحركة تشاطرني الراي و الا لما قامت الثورة من الاساس..
لكن اذا كنا نريد ان نحمي ثورتنا فعلا.. الا يجب علينا اولا ان نعرف من هم اعداء الثورة؟
هل هو بن علي زوجته و اصهاره و التجمع فقط؟
ام ايضا الذين يريدون الركوب على الثورة و استغلالها للوصول الى ماربهم الحقيقية؟
الاكيد ان هناك من عرف كيف يركب الثورة و هناك من اراد اعتلائها فقصمت له الثورة ظهره و تاريخه السياسي الحافل بالنضال..
كيف لنا ان نعرفهم؟؟
هم اولئك الذين ناقضوا مبادئ الثورة رغم انهم يطلبون ودها..هم اولئك المتحالفون مع رموز التجمع و خاصة منها التي مارست الفساد..
فمجلس الثورة تحالف مع جراد و لن انصت له مهما كانت تبريراته او مغالطاته او حساباته..
و لا فائدة من الحديث عن الحكومة المنحلة لانها بكل بساطة اصبحت جزءا من الماضي..

لكن سقوط الحكومة و استقالة الغنوشي اسقطت معهما الاقنعة المزدانة بشعارات الثورة ليظهر الوجه الحقيقي لمن يسمون انفسهم مجلس حماية الثورة و جبهة 14 جانفي..
اما نحن و اقصد الشعب..شعب القصبة و شعب القبة و شعب تونس لن يمثل انقسامنا و تصادمنا الا فرصة حقيقة لهؤلاء المغرضين حتى يجعلون من انقسامكم بعد ان قاموا بتقسيمكم الى اداة ضغط سيحارب بها كل طرف الطرف الاخر من اجل مصلحة كل طرف..
فهل نتركهم يتلاعبون بنا؟
هل ندركهم يتحدثون باسمنا و لم يقم احد بانتخابهم او تفويضهم؟
هل يجب فعلا ان تشرك الحكومة الانتقالية كل الاطراف فعلا؟حتى و ان تناقض هذا الطرف و مبادئه مع مبادئ الثورة..
قد ياتي احدهم ليقول ان الثورة قامت ضد الاقصاء..اذا لماذ نسعى لاقصاء التجمع و حله اليس لانه كان عدو الثورة؟
نعم لاقصاء كل اعداء الثورة و كل من يريد لتونس ان تتخذ مسار سياسيا غير الديمقراطية طالما اننا لم نخض بعد غمار الديمقراطية الحقيقية فلا ضير من ممارسة نوع من الاقصاء لكل من يريد اجهاض ثورتنا و حلمنا ثم مرحبا به اذا ما نجحنا في ايصال الثورة و مبادئها الى بر الامان..
الى ذلك الحين يجب ان ننهي انقسامنا فورا و بالتالي نعيد قوة صوت شعب متحد من اجل وطنه و من اجل حريته و كرامته و اعلاء كلمته فوق الجميع..بلا استثناء


1 commentaire:

  1. Une bonne analyse,
    Mais, comment peut ce peuple fermer les geules de ces politiques (1' janvier, Ennahdha, etc...)?
    Est ce que tu penses possible la formation d'une association/parti (ou qu'importe), qui peut d'une part exprimer le peuple et de l'autres échapper à ce qu'on accuse les autres de faire: "Roukoub 3ala Thawra" ?
    Autrement dit, t'as appeler à nous unir. Très bonne suggestion. Mais, au travers de quels moyens ? C'est de ce coté que je vois le pire des problèmes.
    Laâbidi Raissi

    RépondreSupprimer